وفي نظري ... ومن خلال التأمل في واقع الأمة ، نجد أن العامة من المسلمين لم يقصّروا يوما حين تُستنهَض هممهم ، وحين يستنفروا ؛ ولا أدل على ذلك تحركهم حين طلب منهم ذلك في قضايا الأمة مثل :
أفغانستان ، البوسنة ، رسوم المستهزئين الكاريكاتيرية ، سفينة كسر الحصار عن عزة ..الخ .
الشعوب المسلمة أدت ما عليها ، لكن المشكلة في نظري الـتي أدت إلى سقوط الأمة كلها ـ والله أعلم ـ تكمن في فقدنا ( للقادة للمجددين ) الملهَمين بفتح الهاء والملهِمين بكسر الهاء غيرهم .
أزمتنا اليوم أزمة قادة أزمة مجددين ، قادة مجددون في جميع المجالات من طراز الصديق أبي بكر ، رضي الله عنه ، الذي حين احتاجت الأمة إليه ، قالها صراحة : " أينقص الدين وأنا حي ؟؟ " .
القادة المجددون للدين ، لا المبددون له .. يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها"( والمجدد حسب مجاله وتخصصه وميدانه .
نعم نحتاج قادة مجددون ، نعم قادة مجددون ،،، أزمتنا أزمة (قادة مجددون ) يا ناس ، المجددون أيها الإخوة في تأريخ الأمة لو تتبعناهم لوجدناهم أفرادا ، نعم أفراد ، يتضلعون بهذه المهمة مهمة نهضة أمة في عصر ما ، ويتحملون أعباء النهوض من السقوط أو التخلف أو الانحطاط وأخذ الدور القيادي من جديد ، ويشير إلى ذلك قوله صلي الله عليه وسلم ( من يجدد لها دينها ) .
القادة في جميع المجالات :
الدعوة وتأصيلها ، والعلم وتخليصه من البدع والخرافات والعادات غير الشرعية ، والآراء الشاذة ، وتبليغ العلم والتربية عليه لا مجرد تلقيه وأخذه كأنه مجرد
( ثقافة ) لا روح فيها ولا أثر للانتماء له .
القائد الرباني في العبادة والتأله والمحراب ، فيقود الجموع والناس بسيرته واقتدائهم به إلى محراب العبادة والمساجد ، ويذكرهم بالله منظره وعبادته ويدلهم ويعرفهم سمته ودله ومنطقه ومواقفه التعبدية ، تذكر الناس بحقه سبحانه وتعالى .
القائد المجدد... في المستوى العلمي الأكاديمي البحثي المؤصل ، الذي يعطى المعلومة المبدعة المحلقة في سماء الحقيقة الناصعة ، فيغزوا بها العقول ، ويفحم بها الخصوم ، ويقنع بها المتشككين ، ويرد بها الملحدين .
القائد المجدد .. في الإعلام الإسلامي الجامع بين المعاصرة والتقنية في الأسلوب والشكل ، وبين الأصالة والتميز في المضمون والمحتوى ( الوحي كتابا وسنة ) والاستقلالية المستمدة من استقلالية الدين نفسه ، لا استنساخ وتقليد ومحاكاة البرامج المطروحة من قناة اللهو واللعب والتغريب والتخريب ( فيأسلمونها ) شكلا ويسقونها الناس !! ،
القائد المجدد .. في مجال الفقه وصناعة الفقيه المتمكن الذي يجمع بين الورع والفقه ملكة ودربة والتحرر من ضغط الواقع وتداعياته الخارجية ، المشارك الملامس لواقع الناس ، المتمكن من الإطلاع على ماكتب حديثا في تخصص المعاملات والعلاقات الدولية والنوازل الفقهية ..الخ .
القائد المجدد .. في الجهاد والسياسة وملابساتها ، ونظرياتها ودبلوماسياتها ، والعالم والدول ومنظماتها، المحنك المجرب في جر الأمة إلى بر الأمان وتجنيبها الحروب والمواجهات غير المتكافئة مع أعدائها .
القائد المجدد .. في التكافل الاجتماعي ، وسد حاجة فقرائنا وضعفائنا وأيتامنا ومحتاجينا بطريقة حضارية تحولهم إلى منتجين ومنفقين و أصحاب عطاء ومساهمة في نهضة الأمة وقيامها .
القائد المجدد .. في إعمار الأرض بمتطلبات الاستخلاف الدنيوي ( الصناعات والحرف والفنون ) المستمد ة من الشريعة الحاكمة المنظمة للحياة .
وهكذا القائد المجدد .. في جميع المجالات حسب تخصصه وأنى وجد وأين وجد : في المجال الكشفي ، الرياضي ، الفني ، العلوم الرياضية الطبيعية والهندسة ، والحاسوب ، والنت ، والتقنية ،والصناعة ، والتجارة ..الخ .
ويوم نوجد نحن المجتمع المسلم ( القائد المجدد ) كما قال تعالى : ( ولتصنع على عيني ) ، ونجهزه ونصنعه ببرامج خاصة وعامة ودورات وتحشد جهود واستراتيجيات حديثة لتهيئة قادة مجددين على تأصيل علمي وقوة إيمانية وتميز في الشخصية واستنساخ للتجربة النبوية الفريدة .
يوم يوجد .. ولا يهم متي ، المهم البدء في صناعته وتخريجه ، ستلتف الأمة حوله ، وتفديه بمهجها وأرواحها ، وتضع بين يديه جميع إمكاناتها ومقدراتها ، ويجدها جنودا تصدر عن رأيه ، وتنصاع لربانيته ، وتتفانى في تحقيق أهدافه المعلنة الواضحة لأنها تؤمن بها ، ولا يهزم الإيمان شيء .
جعلنا الله وإياكم ربانيين حيث كانت تخصصاتنا ، وأرانا عز هذا الدين قبل أن نموت ، ووحد الأمة على الوحي والمنهج المحمدي .. وصلى الله وسلم وبارك وأنعم على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين .
د. محمود بن محمد المختار الشنقيطي ـ عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
الداعية بمر كز الدعوة بمكة المكرمة ـ عضو التوعية بالحج ، عضو مشروع تعظيم قدر النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة المنورة . 15/8/1431هـ بطيبة الطيبة